« كأنك معه» - 26 اكتوبر 2016

صحيفة المدينة

« كأنك معه» - 26 اكتوبر 2016

2021-10-14    577

أهداني معالي الدكتور عدنان المزروع مُؤلَّفاً يضفي على الروح بهجة ، فضلاً عما يكسب العقل من متعة التصفح والمطالعة وشرف الموضوع المتحدث عنه، وهو حجة النبي صلى الله عليه وسلم.
ببساطة ويسر يحكي كتاب «صفة حجة النبي - صلى الله عليه وسلم -كأنك معه»، لمؤلفه: الدكتور عبد الوهاب بن ناصر الطريري ، صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم من بداية خروجه من مكة إلى أن أتم حجته الميمونة ؛ إذ بدأه المؤلِّف بالحديث عن فتح مكة ، ثم واصل الكاتب عذوبة وصف الرحلة المباركة التي تأهبت للانطلاق إلى بيت الله الحرام مذ نزل الأمر الإلهي إيذاناً بتشريع ركن من أركان الإسلام: فريضة الحج التي شرعت في العام التاسع الهجري ، لكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحج هذا العام ؛ لانشغاله بتلقي وفــود الإسلام القـادمة إلى المدينـة بعد فتـح مكة ، وفي العام العاشر أُذن للرسول صلى الله عليه وسلم بالحج، وأعلم صحابته أنه حاجٌّ فلم يبق أحد قادر على الحج إلا وقدم وفي اليوم الخامس والعشرين من ذي القعدة من ذلك العام صلى النبي صلى الله عليه وسلم الظهر بالمدينة، ثم دفَّ الرِّكاب الشريف يخطو خطواته الأولى من طَيْبِة الطيِّبَة إلى مكة المكرمة، وصَاحَبَهُ في المسير إلى مكة صَاحِبُهُ الذي كان معه حين خرج من مكة ، إنه أبو بكر الصديق -رضي الله عنه - ، فلما مرّ بفج الروحاء قال: لقد سلك فجَّ الرَّوْحاء سبعون نبياً حُجَاجاً عليهم ثياب الصوف .
ولما مرّ بثنية قال: أي ثنيّة هذه ؟ قالوا: ثنية هَرْشَى، قال: كأنما أنظر إلى يونس عليه السلام وهو يلبي، ولما مرَّ بوادي الأزرق قال أي وادٍ هذا ؟ قالوا: وادي الأزرق ، قال: كأنما أنظر إلى موسى على جمل أحمر ملبياً ، ولما مر بوادي عسفان قال: لقد مر به هود وصالح يُلَبُّون يحجون البيت العتيق .
وبعد أداء النسك من طواف وسعي نزل النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه إلى الأبطح « المعابدة «، وأقام وصلى بالناس فيها أربعة أيام ، وكان رفيقاً بالناس ، قريباً منهم ، ومن دلائل رفقه أنه لم يذهب بهم هذه الأيام الأربعة إلى البيت الحرام والكعبة المشرفة خلال تلك المدة، وفي ذلك دليل على أن مكة كلها حرم ، والصلاة فيها مضاعفة ، ثم استكمل الرسول صلى الله عليه وسلم مشاعر الحج ، ومن الأمور الملفتة أنه كان ييسر على أصحابه ، وما سئل عن أعمال يوم النحر من حيث تقديم بعضها على بعضٍ إلا قال : افعل ولا حرج ، فكان التيسير شعاره واختياره .
وبهذه السلاسة في صفحات ذلك الكتاب الممتع استعرض المؤلف رحلة الرسول صلى الله عليه وسلم خلال حجة الوداع وصفها المؤلف بهذا الإتقان وتلك السلاسة وذاك الإيمان واليقين ، إنه مسير خالص لله ومصير حسن جليل يليق برسول الله صلى الله عليه وسلم .


مشاركة :